» » أعفُ عن اللئام بقلم الشاعر د. عبدالرازق امين

أعــــــــــفُّ عــــــــــن الـــلـــئـــام
............
رفـيعُ الـشأنِ أو خُـلُقٌ سَـليبُ
طــبـاعُ الـمـرءِ يَـفْـطِنُها الأريــبُ

إذا أعـطى الـكريمُ تَفيضُ كأسٌ
وإن سُـئِـلَ الـلـئيمُ فـلا مـجيبُ

تَـضـوَّعَ مــن أريــجِ الــوردِ عِـطـرٌ
و يَـنبتُ مـن يَـدِ الأشـواكِ رِيـبُ

أَعـــفُّ عــن الـلـئامِ و لا أجـيـبُ
أزيـــــزًا بــالـفـؤادِ لــــهُ وجــيــبُ

يـنـامُ الـحـقدُ فــي قـلـبٍ دفـينًا
فـلا عَـجَبٌ و لا شـييءٌ عَجيبُ

فـكم صـادفتُ فـي الـدنيا لئامًا
تـــظــنُّ بــأنَّــهـا فــكْــرٌ نَــجـيـبُ

فــــذاك يــلــوحُ بـهـتـانًـا إمــامًــا
و ذاك بِـخـبْـثـهِ خَــجَــلًا يَـــذوبُ

و إِمَّــعــةٌ تَــلـبَّـسَ ثَــــوبَ عَـــفٍّ
يَـــظُــنُّ بـــأنَّــهُ عُــمـقًـا قَــلـيـبُ

أَراهُ قـــــد تَــقـمَّـصَ دَورَ فَــحْــلٍ
يَــخَــالُ بــأنَّــهُ أَسَــــدٌ و ذِيــــبُ

و ثــعـبـانٌ لــغَــدرٍ قـــد تَـخـفَّـى
إلــى الإخــلاص دومًــا لا يَـؤوبُ

تَــراهُ فــي شُـيـوعِ الإفــكِ بَـدرًا
بـــكــلِّ الـنـائـبـاتِ لــــهُ ذَنــــوبُ

رَفـيقُ الـسوءِ يُـمسكُ عن رِواءٍ
يَـجـفُّ بـقُربهِ الـوادي الـخَصيبُ

كَـبـاسـطِ كَــفِّـهِ و الـطـينُ فـيـه
يَــظُــنُّ بــكـفِّـهِ رُطــبًــا تَــطـيـبُ

يُـجَافي مـن بـحارِ الـخيرِ سـيلًا
إلى أن يَضْربَ الرأسَ المَشيبُ

جَــــذُوعٌ بـالـجـحورِ يَــلـوذُ فـــأرًا
إذا مـــا مَــسَّـهُ يــومًـا خُــطـوبُ

تُـعربِدُ فـي ظـلامِ الجهلِ نفسٌ
إذا مــــا جــاءَهــا نــــورٌ تَــغـيـبُ

شـروقُ الـشمسِ يَكْرهُ أن يَراهُ
و لـــؤلــؤةً إذا جَـــــنَّ الـــغــروبُ

إذا نَــطَـقَ الـلـئيمُ بـلـحنِ قــولٍ
يَـضـيقُ بـلـحنهِ الـصدرُ الـرحيبُ

لَـجَمتُ الـقولَ عـن قَـذَعٍ لـجامًا
فـجـاثَ خــلالَ دارهـمـو نَـحـيبُ

أَلــيـسَ الــنـارُ يـأكُـلـها سـكـونٌ
و يُـشـعلُ لـفحَ جَـذْوتِها هَـبُوبُ

و لـسـتُ بـعـاجزٍ عــن رَدِّ فـعـلٍ
أنـا القَعْقاعُ فـي الـهيجا الـصَّليبُ

ألا فـاعـلـمْ بــأنِّـي ســيـفُ بـتـرٍ
لـقـيحٍ فـي الـرقابِ أنـا الـطبيبُ

ألا فـاكْـفُـفْ لـسـانَـكَ لـيـسَ إلا
سـهـامي عـبرَ قـلبِك لا تَـخيبُ

تَــجُـزُّ مـــن الـفـؤادِ لـكـمْ وتـيـنًا
فـيُـقـطعُ بـالـدَّمَـا ذاكَ الـكـئـيبُ

وَ لَـكـنْ تَـبـعدُ الـشـحناءُ عـنِّـي
و إنَّ اللهَ مُــــطَّـــلـــعٌ رقـــــيــــبُ

و مـــــا أمْـــــري إذا روَّأْت فــيــهِ
بـمُـعـضـلةٍ مَـكـامـنُـها الــقـلـوبُ

فَـمَـهْما قُـلتَ بـعدَ الـيومَ عـني
مَـضيتُ و تـنبحُ الـسودُ الكليبُ

هــي الـدنـيا لـعمري كـفُّ حـظٍّ
حـبـيبٌ جــاءَ أو شـخصٌ مُـريبُ

جَـديبُ الـجَنْبِ أو لَـسِنٌ كَذوبُ
خَـضيبُ الـرأسِ تَملؤُها العيوبُ

صَــدوقُ الـطـرفِ أو خِـلٌّ قـريبُ
فَـيُسْمعُ فـي الـفؤادِ لـهُ دَبـيبُ

نُـعاشرُ فـي الـحياةِ دُروبَ قـومٍ
فـأنـت و كــلُّ مـا تَـلقى نَـصيبُ

عن الجريدة ام عبدالرحمن

بوابة أخبار الأمة -جريدة إخبارية -شاملة - مستقلة -نحن نأتيك بحقيقة الأحداث والأخبار بحيادية تامة دون توجه خاص لحكومة أو حزب بعينه كل مايشغلنا هو مصلحة الوطن العليا وسلامة وأمن الامة العربية والإسلامية والبشرية بلا استثناء
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات
close
Banner iklan disini