( رمضان جاء)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رمضانُ جاءَ تَعَالَتِ الأذكارُ
والعقلُ من طيبِ النفوسِ يَحارُ
وَأَرِيجُ مَقْدِمهِ يَضُوعُ بكوْننا
حتّى دَنَتْ مِنَّا النجومُ تَغَارُ
جَالت بكلِّ دُروبنا فتعجبتْ
قمرٌ لها، لكنْ هنا أقمارُ
والجمعُ من عند الإله تواتروا
حَفُّوا المساجدَ مِلْؤُها العُمَّارُ
باهَى بها المعبودُ أهلَ سمائه
فكأنَّ ليلَ العابدين نهارُ
ذكرٌ وترتيلٌ وباتوا سُجَّدا
والدمعُ سالَ وجاءتِ الأسحارُ
ذلُّوا لمولاهم رجاءَ محبةٍ
تُقْضى بها تَوَّا هنا الأوطارُ
وتَحِلُّ من ربٍ كريمٍ رحمةٌ
تُمْحى لأجلِ حُلولِها الأوزارُ
أَوْدى صيامُ نهاره بذنوبنا
والأجرُ من عند الإله غزارُ
قالَ اتركوه فإنني أجْزي بهِ
والبوحُ منْ فِيهم هنا أعطارُ
ريَّانُ بابٌ في الجنانِ مخصصٌ
نادى عليهم إنه المختارُ
إبليسُ صُفِّدَ والجنانُ تَزيَّنتْ
مُنَنٌ تحارُ لوصفها الأشعارُ
والنفسُ آبَتْ واستفاقتْ علَّها
تحْظى بعفوٍ إنه الغفارُ
والله يعتقُ في الليالي أنْفُسًا
والحورُ ينْشُدُها الفتى المغوارُ
وتزود الخلقُ التُّقى وتآلفوا
سوقُ المعاصي لو علمتَ بوارُ
والرزق طابَ لنا فما منْ سائلٍ
إلا تَدافعَ نحوَهُ الأخيارُ
بذلوا النفيسَ معطرا باعوا الدُّنا
صاروا سحابا فيْضُهُ مدْرارُ
عكفوا هُنالك بالمساجدِ علَّهمْ
يطَئُون دارا مِلؤُها الأنوارُ
أنوارُ أحمدَ والصحابةِ حولهُ
والله نورٌ ما لهُ أسْتارُ
منَّ الإله على الجميعِ بنوره
صاروا برُؤْيتهِ هُمُ الأطهارُ
ربَّاهُ عفوكَ يا كريمُ فإننا
لذنا ببابك ما لنا أعذار
السيد الطيباني