هبة السماء للشاعر د/ زهير الزميلي

{ هبـــــــة السمــاء }

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان اشرق وجهه بتألّقٍ


وأريجهُ من سائر الوردات


يأتيك بعثاً في القلوب أزيزه


يأتيك فجراً عامر اللحظات


والوحي من رب العباد مبجّلٌ


فرحت به الآنام درب تُقاة


هبة السماء تنزلت بضيائها


فيها الهدى كم يرتقي بعصاة


هي نور قلب لم يزل في رغبة


كي يستزيد بعاطر النفحات


يهفو بشوقٍ لم يزل في حُرقةٍ


يستنهض الأرواح نحو نجاة


يجفو الذنوب فيستفيق صفاؤه


ليجوز بحراً مائج اللجّات


يطوي الحياة وقد سما في همّةٍ


نحو السماء سيرتقى بأناة


ما عاد يرجع للمذلَّة راغباً


في صحبة القران خير حياة


يبغي الخلود بجنة موصوفة


فيها جموعٌ قد سمت بصفات


فبصدقهم نالوا نعيماً دائما


وبصحبة الأخيار وعد ثبات


رمضان جاء ليحتفي بقلوبنا


بالصبر بدّل سطوة اللذات


هو فضل ربٍّ لم يزل بعطائه


يؤوي العباد منازل المرضاة


فاغفر إلهي ذنبنا وارْوِ الظما


بكرامةٍ واختم بحسن وفاة


واشمل بعفوٍ من أحب إلهه


ريحَ الجنان يشمُّ في الصحوات


يسعى بقلبٍ فيه كل مذلّةٍ


عبر الصلاة ينال من قُرُبات


هذا سبيل الصائمين وسيرهم


لا ينتهي إلا إلى الجنات


د/ زهير الزميلي