سفر و وداع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهنٌ على وهنٍ شكوتَ صُداعا
جَسَّ الطبيبُ يدًا و جَسَّ ذِراعا
و العينُ شاخصةٌ معلقةً بهِ
فقضيتَ باعَك في الدنا و ذِراعا
سفرٌ دنا و القلبُ منك مُودِّعٌ
كلَّ الرفاقِ و صُحبةً و متاعا
للقبر وقتَ دخولِ عبدٍ ضمَّةٌ
جسدًا تَلوكُ و تَعصِرُ الأضلاعا
من ذا سيمسي في التراب رفيقنا
و الدودُ يملأُ حولنا الأصقاعا
مرَّ الزمانُ و حان وقتُ قبورنا
كم في ذنوبٍ عمرنا قد ضاعا
(رَبِّ ارْجِعُونِ) قد استحال زمانُها
أعمالنا جاءت تردُّ الصاعا
حُشرت نفوسُ الناس وقتَ قبورها
فاختر لنفسك منزلًا و بقاعا
نفسٌ تفتَّحت السماءُ لطيبِها
زمرًا تُساقُ إلى الجنان سِراعا
ضاءت بفعل الصالحات جُنُوبُها
نورًا يشعُّ من النفوس لِفاعا
نفسٌ تحجَّبت السماء لخبثها
صُفَّت ملائكةُ العذاب تِباعا
رُميت إلى قاع الجحيم قرارَها
ضجَّت عذابًا أنـَّـةً و نِزاعا
ميزاننا بالحق ينطقُ كفُّهُ
هل كنتَ يومًا غيره جَمَّاعا
صحفٌ كأحمالِ الجبال تطايرت
ثقلٌ لأصحاب اليمين انصاعا
المؤمنُ القوَّامُ نورُ بصيرةٍ
جاز الصراط و جاوز الأوجاعا
هذا كتاب الحق ينطقُ سطرُهُ
(اقرأ كتابك) هل ملكتَ دفاعا
فانظر هداك الله هذا موقفٌ
من وصفهِ شاب الوليدُ سَماعا
و انظر إلى الدنيا كأنك راحلٌ
كابنِ المماتِ و رَتِّبِ الاوضاعا
قد فاز من ترك المعاصي و اشترى
جنات خلدٍ و الدنا قد باعا
د / عبدالرازق أمين