ماذا جرى ؟
فُتِنَ الجميع بِرشوة ونفاق
أين الضميرُ ووازع الأخلاق
أين القناعة والصراحة والتُّقي
أين الرضا بتَفاوتِ الأرزاق
قِيَمٌ تلاشت في غضون حضارة
تُغرِي الورى بالمنظر البَرَّاق
وَيْلِي على عصر التقدم شَانَهُ
وَصفٌ بدا بتصنُّع ونفاق
ماذا جرى والخلق أصبح هَمُّهُم
إشباعَ رغبتهم بلا استحقاق
فإذا تحدث ذو الأمانة ناصحًا
لم ينجُ من سفهٍ ومن إرهاق
ولقد حزنتُ على المروءة مالها
دارٌ تقيها من أذى الفسَّاق
إن المحاسن في الرجال تبدَّلت
بمساوئٍ جارت على الأخلاق
ظلمٌ وتدليس وإنكار لذي
لُبِّ وإكبار لذي إخفاق
حتى رأيتَ الخيرَ يندُب حظَّه
وبضيق صدرًا موثق الأعناق
ويذوق من كأس المرارة والجوى
ويبيتُ يجأَرُ من أذي الأطواق
ولقد نظرتُ إلى صداقة عصرنا
فوجدت همًّا آخذًا بخناقى
فإذا جلستَ سمعتَ حلْوَ كلامهم
وإذا لَويتَ سلِبتَ من أخلاق
أين الصداقةُ والوفاءُ قرينُها
اضحت بلا عهدٍ ولا ميثاق
فإذا أردتَ صديقَ عُمْرٍ مخلصًا
لا قيتَ من وَصَبٍ ومن إِرهاق
فَإلَى متى ندَع المبادئَ جانبًا
والحقُّ يصرُخ مالَه من واق
فإذا أردنا أن نعودَ لمجدنا
لا بد من عَودٍ إلى أخلاق
**************************
شعر/ جابر عبد العليم
مصر – سوهاج


0 التعليقات

