» » رسالة إلى ولدي بقلم أ/* خالد خبازة




بالحلمِ ، والعلمِ ، أصحابُ النُـــهى كمُـلوا

.............................................إن واعـــــــدوا صدقوا ، أو حدثوا فعـلوا

و الناسُ في الحــــــقِ .. ألوانٌ وأمزجةٌ

............................................والقولُ أفضلـــــــُهُ ، ما صدًّق العملُ 

لكم تحــــــــايلتُ لــلأرزاقِ أطلبُــها 

...........................................لكن أفــــــــدتُ ، بأن لا ينفعِ الكسل

فانظر بني ، لما يقضي الزمانُ بـــــهِ 

...........................................وسر على سننٍ ، قد صــــــاغها الأُولُ

و اسلك سبيل الألى ، في كلِ مأثــــرة

..........................................فمن مآثـــــــرِهم ما يُضربُ المَثل

فليسَ منْ ماتَ في عرفِ الورى جلـــلاً

..........................................لكنــــــهُ جللٌ .. إنْ مــاتتِ المُثـــل

......

دعِ التواكلَ ، فيمــا تبتغي عمــــــــلاً

........................................إن التـــــــواكلَ ، مقرونٌ بهِ الفشل

و اعملْ برأيكَ ، لكنْ غيرَ مرتجـــلٍ 

........................................فليسَ ينفـــــــعُ رأيٌ ، حينَ يُرتجل

و حاذرِ الدهرَ والأصحابَ ، غــدرَهُمُ

.........................................ففاقدُ الحرصِ ، قد يــــــودي بهِ الزلل

و اعملْ بحزمٍ وعــزمٍ في بلوغِ علاً 

.........................................لا يقطعُ السيفُ ، إنْ في حـــــــدِهِ فلل

و كنْ كمثلِ شعاعِ الشمسِ نــــــافذةً

.........................................أعيتْ على حجبِه الأنواءُ ، والحــــــيل 

و لا تكنْ ، أبـــــداً ، في ذي الحياةِ كمنْ

.........................................تقطعتْ بك ، في صحرائِــــــها ، السبل

و لا تكنْ ، في قراعِ الدهرِ ، في عــجلٍ

..........................................إن النــــدامةَ يأتي قــــــبلَها العجـــــل

و اطلبْ من الدهرِ ، ما يغنـــيكَ مسألةً

.........................................وحسبك النحلُ ، منه الشهدُ والعســـــل 

و لا يغرنْكَ منْ هــــذي الحيــــاةِ منىً

........................................لاحتْ لعينيـــــكَ ، إذْ يُستحسنُ المَهـَل

و اصبرْ، فان صروفَ الدهرِ، أيســرُها

.......................................فيما تمرُ بهنَ ، الطــــــينُ ، والوَحَــل

و اغضضْ من الطرفِ في حلٍ وفي رَحَلٍ


.....................................فان أكثـــــرَ ما زانَ الفتى ، الخجـــــــــل

و اخفضْ من الصوتِ ما أسمعتَ ســـامِعَهُ

....................................وأحسنِ القـــــــــولَ ، قد يحسُنْ بكَ العمل

و عاينِ الأمرَ ، إنْ خيـــــرًا ، وان ضـررًا

...................................وجانبِ الشر ، حــــينَ الشرُ مُحتمــــــل

و اربأَ بنفسـِــكَ عنْ ظلمٍ ومعصيــــــــةٍ 

....................................فالظلمُ ما إنْ يَطلْ ، لا بــــــــد مُرتحل

فلنْ يقالَ الذي غـــــــالَ الورى رجـــلٌ

....................................لكن ، من يتقي ظلمَ الورى ، الرجــــــــل

و خذْ من العـــــلمِ ، ما يعلــــيكَ منزلةً 

...................................لنْ يبلغ الشأوَ ، منْ في علمِـــهِ خلل

و اكملْ بعلمِكَ عن فــــــــهمٍ و معـــرفةٍ

...................................فالبدرُ أسطعُ ، حينَ البدرُ مكتمــــــــل 

و اجعلْ من العقــــلِ ميزانًا تزينُ بــهِ 

...................................ما ينطقُ الفمُ ، أو ما تنقـــــلُ المقـــــل

و جاهدِ النفسَ فيـــــــما تشتهي ، عملا 

...................................ففي جــــــــهادِك ، دونَ النفسِ ، تكتمل

( فالنفسُ أمارةٌ بالسوءِ ) مــــــا رغبتْ 

...................................في كبحِها، طالــــــــما ، تُستأصلُ العِلل

و اعملْ جميلاً ، تنلْ ذكرى، و مـــأثرةً

...................................يمضي الجميلُ، ويبقى الذكــــــرُ والعمـل
هذي الأمانــات ، قد حُمِّلتـَــــها ولــــدي

...................................فقد أبى ، حملَ ما استؤمِنْته ، الجــــــبل

......

كما عَهدنا ، هي الدنيـــــــا ، وما عُرفتْ

.................................لنا مقـــــــــــامٌ بها ، حينــا ، ومرتــحل

نلــــــــــــهو بها .. ليتها دامتْ لطالبها

..................................فالمرءُ ، ما عاشَ ، محتوم ٌ لــــــه الأجل

و الناسُ فيها ، تـــــــوالَوْا اِثْرَ بعضِهُمُ

..................................بعضٌ يــــزولُ ، وبعضٌ قبلهم ، رحلـوا

.....

أعيـــــــــذٌها أمتي ، دهماءَ ، داهيـــــــةً

.................................أنْ ليسَ يسبقُ فيها ، سيفها العـــــــــذل


لله مجتمــــــعٌ ، مــاتَ الجميـــــلُ بهِ 

.................................فالـــــكلُ عنْ فعلِهِ .. لا ه ٍ، ومنشغــــل

و رب مجتمع ٍ، ضاقَ السقـــــــــامُ بهِ 

.........................ا......و قرحتْ جسمَهُ الآثــــــامُ ، والعِــلل


و فرقتــــــــهُ نفوسٌ ، ضـلَ مسلكُها

...............................ومزقتْ شملَهُ ، الأهــــــواءُ ، والنِحل

.. . . . ......

أدعـــــو الهي يُعلي العــــــــربَ مجتمعًا

..............................يسمو .. فلا سقم فيـــــهِ ، ولا عــلـَـلُ

لي منْ هـــوى أمتي العربـــاء تذكــرةً

.............................فلينفعِ الذكـــــرُ ، إنْ لم يشفعِ الأمــل

فللعروبـــــــــةِ في نفسي وفي كبدي

..............................ما لا يعبرُ عنه ُ الحرف ُ ، والجُمـــــل

. . . . .

هـــذي رسالةُ حبٍ .. لا غَــنـــــاءَ لها

.............................لا مُهجتي وسِعتْ بعضًا ، ولا المقـــــل

عبـَّـــــــرتُ فيها عن الآمالِ ، أخلصُها

...............................أنْ ليس لي ناقة ٌ ، فيها ، و لا جمـــــل 

لكنْ مقولةُ من قبلي ، قــــــــد اختزِلتْ

...............................وأبلغُ القول ِ قول ٌ.. حين َ يُختـــــــزل

عن الجريدة غير معرف

بوابة أخبار الأمة -جريدة إخبارية -شاملة - مستقلة -نحن نأتيك بحقيقة الأحداث والأخبار بحيادية تامة دون توجه خاص لحكومة أو حزب بعينه كل مايشغلنا هو مصلحة الوطن العليا وسلامة وأمن الامة العربية والإسلامية والبشرية بلا استثناء
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات
close
Banner iklan disini