يا مجْمع الرّحمات منذ تنزّلت
آيات ربي في هدى القران
عبر الزمان أتيت تَحمل عتقنا
أملٌ يلُفُّ قلوبنا بتفاني
يطوي الزمان للحظةٍ مشهودةٍ
ويُغيث روحاً في ذرى الأحزان
حَشَدت قلوبُ العالمين رجاءها
ومضت بعزمٍ في خطى العدنان
وأتت لتذرف دمعها في لوعة
وتلوم نفساً أن لَهَتْ بأمانِ
سَكَبَت جروحاً في الفؤاد تجمّعت
رمضانُ جاء فأُطلقت لِعِنانِ
وتسابقت حتى تنال لعفوها
وتنال رحمة ربها بجنان
رمضان أقبل بالجوائز منحةً
كَرَمُ الإله يزيدها بتدانِ
هو موسمٌ للقرب ليس بخائبٍ
من جاءه في لهفة العطشان
فيه الصلاة تضاعفت في أجرها
فيه الزكاة تباركت بِقِران
فيه اعتمارٌ مثل حجٍّ أجره
والقيد فيه لماردِ الشيطان
فيه القيام تطهُّرٌ في نشوةٍ
يؤوي غريقاً ساعياً لأمان
والصوم يدفع للتقى متلجلجاً
فتقرّ نفسٌ في حمى الرحمن
وبليلةٍ فاقت لألفٍ خِيْرَةً
كرم الإله يفيض في الأكوان
فيها تَنَزّلَ خيرُ هديٍ نعمةً
فيه اكتمالُ كرامة الإنسان
يا جنَّةً قد أُسْكِنَتْ بشُعورنا
فيك السعادةُ أشْعَلت أشجاني
وبباب ريّان ترى أفواجنا
وبه سيدخلُ صادق القربان
من صام شهراً لم يَلِنْ في عزمه
نال المنى في جنة الرضوان
ما خاب من قصد الإله بِذِلّةٍ
أو سار عبر مراتب الإحسان
فاهنأ بشهرٍ وابتهج بعطائه
يا من هُديت لزهرة الأحيان