رَقَصَتْ على صدرِ الأسودِ كلابُ
واستعذبَ السيفَ الكليلَ قرابُ
كنَّا ولمْ نرعَ الأمانةَ حقَّها
فتقطَّعتْ من ظلمنا أسبابُ
بالتْ كلابُ الأرضِ فوق َ كرامتي
وتكاسلتْ عن صدّها الأذنابُ
ومرارةُ النكباتِ باتتْ في فمي
أُسْقَى نوائبُ أُمَّتي وشرابُ
ما زالَ سهمُ الغدرِ يُدْمِي مقلتي
وتكسَّرَتْ من فعلهِ الأنيابُ
ونذيرُ شؤْمٍ لا يزالُ بضيعتي
صالتْ بأرضي بومةٌ وغرابُ
مَنْ لي بقلبٍ في الحوادثِ راسخٍ
لا ينثني من غدرها ويهابُ
عبثَ التناحرُ والتباغضُ بيننا
متباهياً وتشتتَ الأحبابُ
يا أمةٌ دامتْ بعصرِ جَهَالةٍ
غابتْ فِعالُ المحسنين وغابوا
شَيّبْتِ مِنْ فِعْلِ الحوادثِ صِبيتي
هَرِمُوا على مَرِّ الزَّمانِ وشابُوا
لا زلتُ أرفعُ رايتي لا أنثني
حتى أراهمْ في الورى قدْ آبوا
إنّي على قدرِ النوائبِ صابرٌ
ما دامَ دهرٌ وانقضتْ أحقابُ