شُدُّوا الرحالَ فإنها لا تُعْذَر
نسماتُ فجرِ القدسِ فيها الجوهرُ
تشتاقها كلُّ القلوبِ وإنها
في مهجتي، حبي لها يتفجَّرُ
أطفالُها فاقوا الكبارَ شجاعةً
ورجالُنا في نعلِهم لم يُذكروا
ضحُّوا لأجلِ ترابِها لم ينكثوا
عهدا، وعهدُ الله فيهم يزهرُ
نادوا صلاح الدين أو نادوا على
عمرَ الذي جعلَ الأعادي لم يروا
أجدادُنا ما بالنا لا نقتفي
آثارَهم، بهمُ الكواكبُ تفخرُ
مسرى النبي المصطفى لا تحزني
فالنصرُ آتٍ من حناجر تزأرُ
يا سعد من يلقى المنيةَ دونها
ويُوسَّدُ الأرض التي لا تكفرُ
أسْيافُنا في غمدها محفوظةٌ
ورقابنُا من حفظها لا تُنصرُ
أعذارُنا تَتْري ونحنُ نصوغُها
كي لا يُقال لنا هَلُمُّوا شمَّروا
صالحتُ نفسي حين قلتُ عشقتها
ولأجلِها كلُّ القوافي تُنْثَرُ
فالقلبُ يهفو لو لحبِ مليحةٍ
ما بالكم والقدسُ عشقي الأشهرُ
الأمُّ تفرح لو فداها اِبنها
وبنو بنيها للجهادِ اهدودروا
وكأنها للعرسِ قد ساقتْ لها
كلُّ الرعايا علَّها تتحرَّرُ
في ساحةِ القدسِ الشريفِ محمدٌ
أمَّ الأئمة َ، خلتُها تَتَعَطَّرُ
قالوا لخيرِ الخلقِ أنت إمامُنا
يا ليتَ أمَّته تفيقُ وتشعرُ
لكنَّهم ظنُّوا النجاةَ بمجلسٍ
للأمنِ، خابَ السعيُ لو ما أُحْضِرُوا
القدسُ لؤلؤةٌ يزيدُ نقاؤها
رغمَ الحصارِ فحسنُها لا يفترُ
زانتْ بلادَ المسلمينَ جميعَها
ولأجلها كان الجهادُ الأكبرُ
الله ناصرُها بكمْ أو دونكمْ
هيا انهضوا، يا قدسُ جاءَ الأمهرُ
من صانَ عرضَ القدسِ بات أميرَها
وأريجُه في كل صوبٍ يُنشَرُ
قد عطَّر الأجواءَ في جَنَباتها
وطأ العلا لمَّا تقدم يزأرُ
يمناهُ ملْأى بالسيوفِ تكسَّرتْ
وتخضَّبتْ من نحرهم إذ أُقْبِرُوا
قدساهُ لا تحزنْ عليكَ سلامنا
في كل وقتٍ لا يقلُّ ويضمرُ
أرواحُنا تفديكَ إنَّ دماءَنا
يا ليتها تأتيكَ فجرًا تُمطرُ
أيقونةُ الأحرارِ في كل الدُّنا
ما كان حُرًا من لقدسٍ يُنْكِرُ