سجال في أحد المنتديات
( الشعر كأس)
الشعرُ كأسٌ فأحسنْ حين تصنعها
لا تجعلْ الكأسَ معروضا ولم يُجَبِ
فالحرفُ منه الهوانُ أو له ألقٌ
كالأرضِ منها بقايا الدودِ والذهبِ
( يا صاحبَ الهمِّ إن الهمَّ منفرجٌ )
والله مطلعٌ من خلفِ ذي الحجبِ
نمْ قرّ عينا فعينُ الله ساهرةٌ
يُسَيِّر الأمرَ موصولا بلا تعبِ
وسُقْ جميلا لخلٍ وابقَ منتظرا
حسنَ الجزاء الذي يأتي بلا ريبِ
فالفعلُ لو صحَّ مردودٌ لصاحبه
كذا هناءُ الدُّنا لم يأتِ بالخطبِ
واكْفُلْ يتيما تكنْ للمصطفى عَقبا
من سارَ في الدربِ لا يخشى من الكربِ
وعدٌ من الله إن الله مرتقبٌ
والوعدُ حقٌ كشمسِ الله لم تغبِ
فالله يُزجي سحابا قد تنالُ به
خيرَ العطايا هُنا، أو سوءَ منقلبِ
زِنْ كلَّ قولٍ فإن النَّفس لو علمتْ
أنَّ الحروفَ التي قيلت بلا كذبِ
كالمسكِ فاحت له في أرضنا عبقٌ
أعلتْ عبادا بلا جهدٍ ولا وصبِ
واندمْ على فعل سوءٍ إنَّ مرجعَه
عليك سوءٌ كشخصٍ باتَ في الخربِ
لم يلقَ إلا الأفاعي منه قد قربتْ
هلَّا أنابَ الفتى لله من كثبِ
المرءُ قد عُلَّم الأخلاق من رجلٍ
فاصحبْ رجالا تكن فحلا مع الحقبِ
فصاحبُ المسكِ لا يرجو له ثمنا
يمِّمْ تجاه كرامٍ لو إلى صببِ
وكن بكفٍ سخيٍ دائما أبدا
فصاحبُ الفضلِ في خيرٍ بلا سببِ
فالأرضُ ينمو بها زرعٌ فنحصدُه
والجمعُ من بعده يأتي بلا طلبِ
إن الرجالَ الذين لو أتوا عُرِفوا
وصاحبُ العزمِ معروفٌ بلا لعبِ
فعوِّدِ النفسَ أن ترقى إلى قممٍ
فالنفسُ كالطفل إن عودتها تُجبِ
السيد الطيباني
البحر البسيط