بحر البسيط التام
مخبون العروض والضرب
( قد تفضحُ العين )
لا يَعرفُ الحُبَّ مَنْ يستعجلُ الثمرَا
ولا يتمُّ الهوى إلا لمَنْ صبرا
إذا أردتَ بلوغَ القصدِ في عَجَلٍ
ترى جِنَانَ الهوى حَوَّلتَها سَقَرا
لا تبلغُ الغايَ إلا بَعْدَ موجدةٍ
أو تسمعُ النصحَ أو تقتفي الأَثَرَا
لو قمتَ تسترُ أمرَ الحبّ مِنْ كَمَدٍ
قدْ تفضحُ العينُ ما قدْ غابَ واستترا
كالمرءِ يحجبُ عينَ الماءِ فانهمرَتْ
أو رامَ يمنعُ سيلَ الماءِ فانتشَرَا
ما زلتُ أحفظُ عهدَ الودِّ مُحْتَسِبا
ولا أطيعُ النَّوى في كلِّ ما أمرَا
والنَّارُ تكوي شغافَ القلبِ محرقةً
والجسمُ ييبسُ مثلُ العودِ وانكسَرَا
هذي أمورُ الهوى إن قمتَ تطلبُها
لا تطلبِ الوردَ حتى تعرفَ الصَّدَرَا
مَنْ عالجَ الحبَّ بالإحجامِ وا أسفا
يحيا سقيمَ الهوى والرأيُ قدْ عَثَرَا
أو عالجَ الأمرَ بالإسراعِ يفقدُهُ
كلُّ الأمورِ سيأتي حينُها قَدَرَا
محمد مجاهد