» » مسك الشهادة بقلم الشاعر أحمد قطيش

مِــسْـــــكُ الـشَّـــــهـادَةِ

.

صَــبْـراً أُخَــيَّـةَ فَـالـزَّمـانُ مُـعـانِدي

قَـلَـبَ الْـمِـجَنَّ بِـوَجْـهِ أُمَّــةِ أَحْـمَدِ

.

قَـدْ فَـاضَ مِـنْ جُحْرِ الْأَفاعي هَادِراً

سَـيْـلُ الْـعَـداوَةِ لِـلـسَّبيلِ الْأَرْشَـدِ

.

طَــــامٍ كَـإعْـصـارِ الْـمُـحـيطِ تَـرَيْـنَـهُ

يَــجْـتـاحُ كُــــلَّ مُــسَـلَّـحٍ وَمُــجَـرَّدِ

.

وَكَــأَنَّـنـا خَــصْـمُ الْـخَـلائِـقِ كُـلِّـهـا

وَكَــأَنَّـنـا سَــبَــبُ الْــبَـلاءِ الْأَوْحَـــدِ

.

مَــاكـانَ ضَــرَّهُـمُ الـتَّـعَـصُّبُ بَـيْـنَنا

لَــكِـنَّـهُ حِــقْــدٌ ذَمــيــمُ الْـمَـقْـصِدِ

.

يَــتَــعَـلَّـلـوُنَ بِــفِــكْــرِنـا وَتُــراثِــنــا

وَغَـبـاءِ بَـعْـضِ الْـمُسْلِمينَ الْـمُجْهِدِ

.

مــاكــانَ جَــهْــلاً مِـنْـهُـمُ بِـعَـقـيدَةٍ

وَشَـــريــعَــةٍ وَتَــخَــلُّــقٍ وَتَــعَــبُّــدِ

.

لَــكِـنًّ رُعْـــبَ الْـواقِـعـاتِ يَـحُـزُّهُـمْ

بِـأَسِـنَّـةٍ وَسُــيـوفِ جُــنْـدِ مُـحَـمَّدِ

.

فَـالْـغَرْبُ يَـمْـحَضُنا الْـعَـداءَ مُـداهِـناً

وَالْـشَّـرْقُ مَـسْـكونٌ بِـحِقْدٍ أَسْـوَدِ

.

وَهُــتـافُـنـا ألـــلــهُ أكْـــبَــرُ عُـــــزَّلاً

تَــمْـكـو فَـرائِـصُـهُـمْ إلَــيْـهِ بِــأُرْعُـدِ

.

بِـتْـنا الْـغُـثاءَ فَـأَسْـرَجوا أفْـراسَـهُمْ

أَفَـكَـيْـفَ لَـــوْ كُــنّـا بِــدَرْبٍ واحِــدِ؟

.

ألـــلــهُ أكْـــبَــرُ لا نَــمَــلُّ هِـتـافَـهـا

فَاللهُ أكْــبَـرُ مِـــنْ سِــواهُ بِـسَـرْمَدِ

.

سَـنَـظَـلُّ نَـأْمَـلُ بِـالْـخَلاصِ يُـقـيلُنا

مِــنْ عَـثْـرَةٍ لَـيْـسَ الْـهَـوانُ بِـخـاِلدِ

.

لَــوْلا الْـجِـهادُ وَذِكْــرُهُ مُـتْـنا عَـلـى

شُـعَبِ الـنِّفاقِ وَصَـلْيِ جَـمْرٍ مُوْقَدِ

.

مَـسَـكوا الْأَزِمَّــةَ بَـعْدَ نَـوْمِ مـاصَحا

يــانُـوْمُ طـالَـتْ غَـفْـلَتي وَتَـجَـمُّدي

.

هَـــذي دِمــانـا تُـسْـتَـباحُ رَخـيـصَةً

أعْـمـارَنـا أَذْكــارَنـا فــي الْـمَـسْجِدِ

.

فــــي شـامِـنـا وَعِـراقِـنـا أحْــوازِنـا

وَلِـقُـدْسِنا الـثَّـكْلى يَـفيضُ تَـنَهُّدي

.

وَدمَــشْـقُ أَنْـهَـكَها الْـكـفورُ مُـتَـبِّراً

سَــفَـكَ الـدِّمـا جَــوْراً وَلَــمْ يَـتَـرَدَّدِ

.

وَبِـحِمْصَ قـامَتْ لِـلشَّهادَةِ سُـوقُها

رَقَـــتِ الْأحَــبَّـةُ لِـلْـجِنانِ بِـمَـشْهَدِ

.

مِـــنْ أَعْــيُـنٍ لَـبَـني أَبـيـهِمْ غَـلَّـها

قَـيْـدُ الـتَّـعاجُزِ عَـنْ دِفـاعِ الْـمُعْتَدي

.

وَمَـعـالِـمُ الـشَّـهْباءُ أَوْدَتْ شُـخَّـصاً

أَبْــصـارُهـا تُــشْـكـو لِـــرَبٍّ مُـنْـجِـدِ

.
وَحَماةُ طالَ بِها الْمُقامُ عَلى النَّوى

عِنْ نَسْمَةِ الْفَجْرِ الْمَشوقِ لِيبْتَدي

.

وَعُـــروقُ حَـــوْرانٍ تَــواصَـلَ نَـزْفُـها

لَــمْ تَـلْـفِ مِــنْ آسٍ لَـهـا وَمُـضَـمَّدِ

.

فِـرْعَـوْنُ أَنْـتَ ؟ أمـا كَـفاكَ تَـجَبُّراً ؟

سُـورِيَّـتـي شُـهْـدائَـها لَـــمْ تَـعْـدُدِ

.

فَـمِـئاتُ آلافٍ الـضَّـحايا قَــدْ مَـضَـوْا

عِـنْـدَ الْـمَـليكِ لَـهُـمْ كَـريمُ الْـمَقْعَدِ

.

هَـلْ أَهْدَرَ اللهُ الدِّما مِذْ أُعْصِمَتْ ؟

فَــبِـأَيِّ ديـــنٍ حُـلِّـلَـتْ أَوْ مَـعْـبَـدِ ؟

.

الــــرُّوحُ تَـهْـفـو لِـلِـكـرامِ تَـقـاطَـرُوا

وَنَجيعُهُمْ مِسْكٌ الشَّهادَةِ في الْغَدِ

.

سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْ رَبِّكِ الْحُسْنى وَقَدْ

يَـعْـتامُ هَــذا الْـمَـوْتُ خَـيْرَ الـسُّجَّدِ

.

فَـازوا بِـإحْدى الْـحُسْنَيَيْنِ فَـأَصْبَحوا

فَـرَطـاً لِـنَـصْرٍ قَــادِمٍ فــي الْـمَـوْعِدِ

.

صَـدَقـوا الإلَــهَ وَصُـدِّقـوا وَتَـصَـدَّقوا

بِــكَــرامَــةٍ لِــلْــعُـرْبِ أَيُّ تَـــجَــرُّدِ!

.

وَغَــــدَاً تُــزَغْــرِدُ لِـلْـفَـخـارِ حَــرائِـرٌ

وَيَــطَـيـبُ إنْــشـادٌ لِـنَـصْـرٍ أَمْــجَـدِ

.

هَـــذا بَـشـيرُ الـصُّـبْحِ لاحَ لِـمُـبْصِرٍ

إنّـــــي أَراهُ مُــنَــوِّراً وَكَــــأَنْ قَــــدِ

.

سُـورِيَّـةُ الْـمَـجْدِ الَّـذي مـايَنْقَضي

دارَ الــزَّمـانُ وَجــودُهـا لَــمْ يَـنْـفَدِ

.

أحــمــد قــطــيـــش


عن الجريدة ام عبدالرحمن

بوابة أخبار الأمة -جريدة إخبارية -شاملة - مستقلة -نحن نأتيك بحقيقة الأحداث والأخبار بحيادية تامة دون توجه خاص لحكومة أو حزب بعينه كل مايشغلنا هو مصلحة الوطن العليا وسلامة وأمن الامة العربية والإسلامية والبشرية بلا استثناء
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات
close
Banner iklan disini