ـــــــ أشتاق أنظر وجهه ــــــــ
مهداةٌ إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
شعر / طلعت المغربي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وعضو اتحاد كتاب مصر
كمْ غُصتُ بحرَ الشعرِ كي ما أنتقي=دُرَّاً لمدحِ المصطفى يرضَاهُ
وكأنني بالدرِّ يضحكُ قائِلاً=أَنَّى لمثليَ مَدْحُ مَنْ نَهواهُ
فاللهُ أعلى قدَرَهُ فوقَ الورى=واللهُ بالخُلقِ العظيمِ حَبَاهُ
يا شعرُ هل ترضي الحبيبَ قصائدي=فالشعرُ قالَ لعلَّهُ وعسَاهُ
الشعرُ كلُّ الشعرِ يجثو للذي=ربُّ الورى بصفاتِهِ حَلاَّهُ
وعليه أنزلَ ربُّنا قرآنَهُ=جلَّ الكتابُ وجلَّ من أوحاهُ
في سورة الأعراف دستورٌ لنا=في شخص خير العالمين نراه
خُذْ عفوَ ربِّكَ وأْمُرَنَّ بِعُرْفِهِ=أعرضْ عنِ الجُهلاءِ تلقَ رضاهُ
في « التوبةِ » اقرأْ صاحِ آخرَ آيةٍ=وانظرْ إلى ما اللهُ قدْ أعطاهُ
فهوَ الرءوفُ هوَ الرحيمُ وربُّنَا=باسمينِ مِنْ أسمَائِهِ سَمَّاهُ
في « الحِجْرِ » يُقْسِمُ ربُّنا بحياتهِ=فَلَعَمْرُكُمْ هُمْ يَعْمَهُونَ وتاهوا
رِفْقَاً " لَعَلَّكَ بَاخِعٌ " قَدْ أُنْزِلَتْ=في الكهف تخفيفاً لما يلقاه
هون عليك فلست تهدي من تشا=لو شاء ربك لاهتدوا بهداه
في « الفتحِ » يغفرُ ما تقدمَ ربُنَا=بل ما تأخَرَ ..جلَّ في علياهُ
ليُتِمَ نعمتَه على خير الورى=وتمام نعمته عليه رضاهُ
في « نِ والقلمِ » الإلهُ يُجِلُّهُ=وعلى عظيمِ الخُلْقِ قدْ رقَّاهُ
فمحمدٌ حازَ المكارمَ كلَّها=شرفٌ لهُ ربُّ الورى أعطاهُ
اللهُ ربُ العرشِ يشرحُ صدرَهُ=اللهُ يرفعُ دائماً ذكراهُ
ويعاتبُ المولى الكريمُ حبيبَهُ=وبعفوهِ قبلَ العتابِ حَبَاهُ
من مكةٍ بلدِ الهدى أسرى به=ربُ الورى ليلاً إلى أقصاهُ
وهناكَ كانَ إمامَ كلِّ الأنبيا=سبحانَ من بالفضلِ قد أولاهُ
ثم ارتقى من بعدِ ذا للمُنتهى=واسمعْ إلى جبريلَ قد ناجاهُ
خُضْ في بحارِ النورِ وحدَك سيدي=ما كانَ ذاكَ لغيركمْ حاشاهُ
أنا إنْ تقدمتُ احترقتُ بنورِهِ=لكنَّ قدرَكَ أنتَ ما أعلاهُ
كل ٌ له منا مقامٌ سيدي=لا يستطيعُ تجاوزاً لمداهُ
ويخاطبُ المولى العظيمُ حبيبَهُ=وبأشرفِ الأسماءِ قد ناداهُ
أنا ما خلقتُ أحبَ منكَ « محمداً»=ولسوفَ أعطيكَ الذي ترضاهُ
هذا مقامٌ ليس يعرفُ كنْهَهُ=إلا الذي لحبيبهِ أعطاهُ
عجباً لذي عينين يبصرُ «أحمداً »=وتزوغُ عن نورِ الهدى عيناهُ
عجباً لمن سمعَ الحبيبَ « محمداً»=يوماً وما بلغَ السما بهداهُ
عجباً لهذا الكفرِ آذى حِبنا=عجباً له عن دارهِ أقصاهُ
عجباً لمكةَ كيفَ ضاقَ رجالُها=بحبيبنا والغارُ قد آواهُ
عجباً لذا الحجرِ الأصمِ إذا بدا=بجوارهِ خيرُ الورى حيَّاهُ
عجبا لأحجارٍ تسبحُ ربَها=في كفهِ صلى عليهِ اللهُ
ويقومُ للهِ العظيمِ بليلهِ=من أجلِ ذاكَ تفطرتْ قدماهُ
وانشق بدر في السماء لحبنا=حتى بدا نصفين في علياه
وأرى الغمامَ يحبُهُ فيظلُهُ=في أي شبرٍ في الدنا يلقاهُ
تنضمُ أشجارُ الفلاةِ لستره=فحبيبُنا واللهِ ما أحياهُ
ويدرُ ضرعُ الشاةِ إكراماً له=وأرى شراذمَ قومِهِ تأباهُ
ويقول خير العالمين لصحبه=في موقف ٍ من يا تُرى ينساهُ
إن كنتُ يوماً قد جلدتُ أخاً لنا=فليستقد مني فذا أرضاه
يعطي القصاص حبيبنا من نفسه=عدلٌ فريدٌ ما له أشباه
يعطي ويعطي ليس يُدرَك رفده=فالبحر غيض من ندى يمناه
يعطى عطاءً ليس يخشى فاقةً=هو واثقٌ في الله جلَّ علاه
كالريح مرسلة عطاء حبيبنا=والجود كل الجود بعض نداه
عجباً لأفئدةٍ تضلُ عن الهدى=ويحن جذعُ النخلِ .. بل يهواهُ
ويضمهُ المختارُ ضمةَ مشفقٍ=فالجذعُ قالَ لفرقةٍ أواهُ
ويقول للجذع الحبيبُ مخيراً=بين اخضرار الأرضِ أو أخراهُ
يختارُ هذا الجذعُ جنةَ ربه=ليرى الحبيبَ .. لكي يدومَ هناهُ
وقد ارتكسنا نحنُ بعدُ فلمْ نعدْ=حتى نساوى الجذعَ .. وا أسفاهُ
وتجمعَ القومُ اللئامُ لقتلهِ=ونجا .. فسبحانَ الذي نجَّاهُ
عينُ الإلهِ تحوطُهُ بعنايةٍ=هو أَبْتَرٌ واللهِ مَنْ عَادَاهُ
عجباً لأنصارِ النبي وحبِهم=فلهُ الولاءُ .. وليس ذا لسواهُ
خرجوا تسابقُهم منازلُ ( طيبةٍ )=قد زادَ شوقهمو إلى رؤياهُ
سرعانَ ما قالَ البشيرُ مهنِّئاً=جاءَ الحبيبُ فهلَّلوا للِقاهُ
طلعَ الحبيبُ كبدرِ تِمٍّ وجهُهُ=فجمالُه واللهِ ما أبهاهُ
النورُ عَمَّ بلادَنا وديارَنا=فضياءُ كُلِّ الكونِ بعضُ سناهُ
وتقول ألسنةٌ جديرٌ قطعُها=هو ساحرٌ .. هو كاذبٌ .. حاشاهُ
عجباً لمن آذى النبيَ بكِلْمَةٍ=يا ربُ هلاَّ قُطِّعَت شفتاهُ
عجباً لمن آذى النبي برسمه=شلت بهذا الرسم منه يداه
« تبتْ يدا» فيها جزاءُ من اعتدى=يوماً على المختارِ أو آذاهُ
ولسوف يعطى بالشمال كتابه=تبكي الدما لشقائه عيناه
بتروا بما فعلوا وبغضهمو له=سيظلُ خيرُ الخلقِ في علياهُ
الله قد عصم الحبيب محمداً=ومن الأُلى يستهزئون كفاه
/*/*/
رباهُ إنِّي قد أتيتُكَ راغباً=في الصفحِ عنى .. هل تُرى ألقاهُ ؟
إنْ أنتَ لم تصفحْ فمن ذا أرتجى؟=ومن الكريمُ سواكَ يا رباهُ
يا رب كن لي في القيامةِ راحماً=واغفر لعبدكَ ما جنتهُ يداهُ
بالمصطفى يا رب تممْ فرحتي=لا تحرمَنِّي في غدٍ لقياهُ
واجعله لى يا رب عندك شافعاً=من ذا سيشْفَعُ يومَها إلا هو
هو في القيامةِ شافعٌ ومُشََّفعٌ=في العالمينَ ومن لذاكَ سواهُ
واجعلهُ ذُخراً في القيامةِ سيدي=واللهِ غايةُ منيتي رؤياهُ
أشتاقُ يا اللهُ أنظرُ وجهَهُ=تشتاقُ عيني ترتوي بضياهُ
أشتاقُ أنْشَقُ من عبير« محمدٍ»=أشتاقُ ألثمُ دائماً يمناهُ
وأقبلُ القدمينِ من شوقٍ إلى=نورِ الحبيبِ « محمدٍ» رباهُ
لا تحرمَنِّي وِرْدَ كوثرهِ غداً=ليزولَ عن هذا الفؤادِ ظَماهَ
لأذوقَ من كفِ الحبيبِ « محمدٍ»=كأساً هنياً .. ربِ ما أصفاهُ
يا رب إني قد مدحتُ « محمداً »=حتى أحققَ للفؤادِ مناهُ
إن تاهَ مَنْ مَدَحوا الملوكَ فإنني=بمديحِ (أحمدَ) سيدي تياهُ
ولقد وقفتُ قصائدي لمديحه=فمديحهُ شرفٌ .. وما أسماهُ
يا رب فاجعل لي بمدحِ « محمدٍ»=نوراً بقبري في غدٍ ألقاهُ
وعلى الصِراطِ..وعندَ نشرِ صحائفي=فاقبل رجائي اليومَ يا اللهُ
يا رب صلِّ على الحبيبِ «محمدٍ»=واحشر عُبَيْدَكَ تحتَ ظلِ لواهُ
ــــــــــ /*/*/ ـــــــــــ