» » محمد طب روحي بقلم الشاعر أحمد قطيش

مُـحَـمَّدٌ طِــبُّ رُوحـي

.

وَأَدْتُ شِـعْري فَـضاقَ النَّسْمُ بِالنَّسَمِ

وَعُــدْتُ أَدْعــو وَذاكَ الْـمَيْتُ لَـمْ يَـقُمِ

.

وَأَهْــلَــكَ الْــبُــؤْسُ أَبْــيـاتـاً أُعـالِـجُـها

تِـلْكَ الْـوَلائِدُ قَـدْ أُجْـهِضْنَ فـي الرَّحِّمِ

.

وَغــادَرَ الـنَّـغَمُ الْـمَـشْبوبُ حُـنْـجُرَتي

وَباتَ صَـدْري يَضـيقُ الْيـــَوْمَ مِنْ أَلَمي

.

هَـــذا اخْـتِـناقي وَذي الْأَنّــاتُ مـاثِـلَةٌ

وَحِـبْـرُها مِــنْ جِــراحٍ أنْـزَفَتْنِي دَمـي

.

يَـقـولُ لــي صـاحِـبي لاتَـبْـتَئِسْ أبَـداً

وَاطْــرَبْ وَلا تُـشْـغِلَنَّ الْـبـالَ وَابْـتَسِمِ

.

فَـكَـيْفَ لِـلْـماءِ أنْ يَـصْفو عَـلى كَـدَرٍ؟

وَكـيْـفَ لِـلرَّيحِ أنْ يَـزكْو عَـلى زَهَـمِ ؟

.

وَكَــيْــفَ لِــلْـمَـرْءِ أنْ يَــرْتـاحَ خَــاطِـرُهُ

خُـلْـواً مِــنْ الْـهَـمِّ وَالْأفـكـارُ كَـالْـعَرِمِ؟

.

قَـدْ قِـيلَ مِـنْ قَـبْلِ إنْ ضـاقَتْ دَنا فَرَجٌ

لَـكِـنَّني قَـدْ دَنَـوْتُ الْآنَ مِـنْ بَـشَمي

.

يــارَبُّ هَــذي حَـيـاتي بِــتُّ أشْـنَـؤُها

إلّا بَـصـيـصـاً مِـــنَ الْآمـــالِ كَـالْـحُـلُمِ

.

لَـــوْلا يَـقـيـني وَإيـمـانـي بِـمُـعْتَقدي

لَـكُـنْـتُ أدْعــو لِـهـذا الْـعُـمْرِ بِـالـصَّلَمِ

.

فَـــرِّجْ إلَــهـي هُـمـومـاً لافِـكـاكَ لَـهـا

إلّا بِــــجـــودِكَ يـــامَــنَّــانُ بِــالــنِّـعَـمِ

.

مـاكُـنْـتُ يَــوْمـاً كَــنـودَ الْـخَـيْرِ كـافِـرَهُ

وَمـاجُـحودُ يَـدٍ بِـالفَضْلِ مِـنْ شِـيَمي

.

وَلَـسْـتُ يَـوْمـاً عَـلى الْأَقـدارِ مُـعْتَرضاً

حـاشـى وَلَـمْ أكُ فـي الْـبَلْواء بِـالْبَرِمِ

.

فَاللهُ يَـحْـكُـمُ فـــي الأكْــوانِ مُـنْـفَرِداً

لا أبْـتَـغـي بَـــدَلاً لِــلّـهِ مِـــنْ حَــكَـمِ

.

يــارَبّـي إنّـــي ضَـعـيفٌ هـالِـكٌ غَـرَقـاً

فـي لُـجّةِ الْإثْـمِ فَـرْداً غَيْرَ ذي حَشَمِ

.

أُصَـرِّفُ الْـوَجْهَ فـي الْأنْـحاءِ يَحْبِسُني

عَـــنِ الـتَّـضَـرُعِ قَـلْـبٌ مِـلْـؤهُ نَـدَمـي

.

وَمُـطْـرِقٌ هـامَـتي يَـجْـتاحُني خَـجَـلٌ

لَـسْـعاً يُـحَـرِّقُني كَـالـنّارِ فــي أَدَمـي

.

أقــولُ لِـلـنَّفْسِ فَـالـغَفّارُ قَـدْ شُـرِعَتْ

أبْــوابُــهُ تَــوْبَــةً تَــدْعــوكَ فَـاقْـتَـحِـمِ

.

لاتَــحْـزَنَـنَّ لِــهــذا الْــعَـيْـشِ مُـكْـتَـئِباً

هِـيَ الْـلُعاعَةُ هـانَ الْـخَطْبُ لَـمْ يَـدُمِ

.

إذا اسْـتَـبَدّتْ بِــكَ الْأنْــواءُ لَـيْسَ لَـها

سُـوى الـدُّعاءِ إلـى الْمَنّانِ ذي الْكَرَمِ

.

فَـجِـئْـتُ مُـلْـتَمِساً عَـفْـواً وَمُـشْـتَمِلاً

حُـبْـاً لِـخَـيْرِ نَـبِـيٍّ حَــلَّ فـي وَضَـمي

.

قَـدْخَـالَـطَ الْــبِـرَّ آفـــاتٌ عَــلـى زلَـــلٍ

وَنـاشِـدُ الْـغُـنْمِ بَـعْـدَ الـغُرْمِ لَـمْ يَـخِمِ

.

وَإنَّ حَـرْفـي يُـذوبُ الْـيَوْمَ مـنْ خَـجَلٍ

وَلايُـحـيرُ قَـريضي الْـقَوْلَ مِـنْ نَـدَمي

.

تَـكـاوَسَ الـذَّنْـبُ فَـوْقَ الـذَّنْبِ يَـرْكُمُهُ

وَعـــاوَدَ الــتَّـوبُ بَـعْـدَ الـنَّـوبِ لِـلْـجُرُمِ

.

وَأثْــقَــلَ الْــعُـمْـرَ آمـــالٌ ألـــوذُ بِــهـا

وَأوْشَكَ الْفَوْتُ حَيْثُ الْمَوْتُ مُقْتَحِمي

.

فَـالْـحَـمْدُللهِ فـــي سِــرِّ وفــي عَـلَـنٍ

ثُـمَّ الصَّلاةُ عَلى الْمَقْصودِ في الْحَرَمِ

.

سُـبْـحانَ رَبّـي تَـعالى عَـنْ مُـشابَهَةٍ

تَـبارَكَ الْـحَقُّ مُنشي الْخَلْقَ مِنْ عدمٍ

.

لَـــوْلا تَـغَـمَّـدَنا بِـالْـعَـطْفِ لاسْـتَـعَـرَتْ

جُـلـودُنا مِــنْ عَـظـيمِ الـذَّنْبِ مُـجْتَرَمِ

.

مَـاكُـنْتُ أطْـمَـعُ فـي الْـجَنّاتِ أقْـطُنُها

لَـــوْلا الْإقــالَـةُ مِـــنْ زَلّاتِــهـا قَـدَمـي

.

وَذِلَّـتـي وَانْـكِـساري لَـيْـسَ مَـعْذِرَتي

وَحُـبُّ أحْـمَدَ وَهْـوَ الـنُّورُ فـي ظُـلَمي

.

تَـاقَ الْـيراعُ إلـى مَـدْحِ الْـحَبيبِ هَوىً

بِــنــورِهِ ذاكَ حَــبُــلُ غَــيْــرُ مُـنْـجَـذِمِ

.

مُـحَـمَّدٌ طِــبُّ رُوحـي لَـيْسَ يَـمْنَعُني

غَـورُ الْـجُروحِ عِـنِ الْآسي لِذي سَقَمِ

.

تَـباشَرَ الْـقَلْبُ فـي ذكـرى النَّبِيِّ وَقَدْ

يَـسْتَبْشِرُ الْـقَلْبُ وَالْأحْشاءُ في ضَرَمِ

.

مُـحَـمَّـدٌ صُــفْـوَةٌ الْـهـاديـنَ مـابَـرِحَتْ

بِــهِ الْـبَـشاراتُ فـي الْأسْـفارِ والْـرُقُمِ

.

تَـقَـطَّعَتْ أنْـفُـسُ الْأبْــرارِ مِـنْ شَـغَفٍ

لِـبَـعْـثِـهِ وَتَــنـاسَـتْ ســائِــرُ الْأُمَــــمِ

.

وَأرْهَــصَــتْ بِـــهْ شُــرْفـاتٌ مُـهَـدَّمَـةٌ

وَنـارُ فُـرْسٍ خَـبَتْ لَـمْ تَـخْبُ مِـنْ قِدَمِ

.

يَـاسَـبْحَةَ الـنُّورِ تَـغْشى الْـفَجْرَ آمِـنَةً

ضـاءَتْ لَـها بَـيْنَ بُصْرى الشَّامِ والتَّهَمِ

.

وَجــــاءَ تَــرْعــاهُ كَــــفُّ اللهِ مـافَـتِـئَتْ

تَـحـنو عَـلْـيْهِ غُـلامٍ شَـبُّ فـي الْـيُتُمِ

.

رَبّـــــاهُ رَبُّ فَــنِـعْـمَ الْــعَـبْـدُ أنْــشَــأهُ

هُـوَ الْأمـينُ حُـسامُ الصِّدْقِ لَمْ يُشَمِ

.

وَأقْـبَـلَ الــرُّوحُ صَـوْبَ الْـكَهْفِ مُـغْتَبِطاً

بِـوَحْيِ قُـدْسٍ عَـظيمِ الـشَّأْنِ وَالْحُرَمِ

.

إقْــرَأْ مُـحَـمَّدُ أنْـتَ الْـمُصْطَفى عَـلَماً

لِــلْأنْــبـيـاءِ فِــبِــالْـقـرآنِ فَــاعْــتَـصِـمِ

.

مَـرَّتْ قُـرونٌ عَـلى الـبِعَثاتِ فـاحْتَنَكتْ

تِـلْكَ الْـشُعوبَ شَـياطينٌ إلـى الصَّنَمِ

.

غِـــمــارُ ظُــلْــمٍ وَظُــلْـمـاتٍ تَـخَـلَّـلَـها

رَفــيـفُ نُـــورٍ مِــنَ الْأخْــلاقِ وَالْـقِـيَم

.

نَـبِـيُّـنـا رِفْــعَــةُ الْإنْــســانِ أُسْــوَتُـنـا

فـــاقَ الْـمـلائِكِ فــانٍ أَيُـمـا شَـمَـمِ !

.

أضْـحـى لِـكُلِّ الْـبَرايا فـي الُّـدنا مَـثَلاً

تَــرْنـو ألـــي قُــرْبِـهِ وَالــدَّرْكُ بِـالْـهِمَمِ

.

يُــصـارِعُ الْـيُـتْـمَ والأوْجـــاعَ مُـحْـتَـمِلاً

مــنَ الـمَـصاعِبِ مــا قَــدْ آدَ بِـالْـقِمَمِ

.

وَقَــــدْ عَــنـا وَجْــهُـهُ لِــلّـهِ مُـنْـصَـرِفاً

عَــــنِ الْـمَـغـانِـمِ وَالْأوضِـــارِ وَالـنَّـهَـمِ

.

تَـعَـلَّـقَتْ نَـفْـسُـهُ الْـمَـلَـكوتَ تَـائِـقَـةً

إلــى ذُرى الْـمِـلأ الْأعْـلـى بِـلا سـأَمِ

.

هُـوَ الْـكَمالُ إذا مَـا الْأنْـفُسُ اكْـتَمَلَتْ

تَـسْمو عَـلى الْطينِ وَالأوْحالِ وَالْوَخَمِ

.

عَـانى الْـحياةَ وَكَـمْ عَـانى الْحَبيبُ ألا

يـالَهْفَ قَـلْبي رَسـولُ اللهِ فـي الـتُّهَمِ

.

هَــذا يَـقـولُ أتــى بِـالـسِّحْرِ يَـصْـرِفُنا

عَـــنِ الْـغَـرانـيقِ يَـتْـلـو آثِـــمَ الْـكَـلَـمِ

.

وَذاكَ يَــزْعُـمُ أنَّ الْـمُـصْـطَفى نَـفَـثَتْ

فـــي رَوْعِـــهِ نَـفَـحاتُ الـشِّـعرِوالْلَمَمِ

.

كِــذْبــاً وَفِــرْيَـةَ دَجَّـالـيـنَ إذْ وَصَــمـوا

الْـقُـرْآنَ وَهْــوَ سَـمـاءُ الْـعِلْمِ وَالْـحِكَمِ

.

يـاربّـي صَــلِّ عَـلـى الْـمُـخْتارِ مِن عَرَبٍ

خـيـرِ الـخـليقةِ مِــنْ طٍـفْـلٍ وَمُـحْـتَلِمِ

.

تَـبَـلَّجَ الـصُّبْحُ فـي الْـبَيْداءِ فَـانْتَفَضَتْ

تِـلكَ الْأعـاريبُ تُـزْجي فَـاسِدُ الـشِّيَمِ

.

وَشَــيَّـدَتْ بِـقـويـمِ الــدِّيـنِ مـاعَـجِزَتْ

عَـــنْ رَوْمِــهِ أُمَــمُ الـدُّنْـيا فَـلَـمْ تَــرُمِ

.

فَـبَـعْـضُ فَـضْـلِ رَســولِ اللهِ نَـهْـضَتُها

وظَــلَّ فَـيْـضٍ الْـهُدى يَـنْسابُ كـالدِّيَمِ

.

يـاسَـيِّدي يـاأبـا الـزَّهْـراءِ قَـدْ جَـمَحَتْ

بــيَ الْـعُروضُ هَـوىً مـاغَرّني نَـغَمي

.

لَـكِـنَّـني شَـفَّـنـي وجْــدٌ فَـبَـرَّحَ بــي

لِـلْـحَـوضِ صَــادٍ فَـهَـلّارَشْفَةً لِـفَـمي

.

أحـمـد قـطـيـش


عن الجريدة ام عبدالرحمن

بوابة أخبار الأمة -جريدة إخبارية -شاملة - مستقلة -نحن نأتيك بحقيقة الأحداث والأخبار بحيادية تامة دون توجه خاص لحكومة أو حزب بعينه كل مايشغلنا هو مصلحة الوطن العليا وسلامة وأمن الامة العربية والإسلامية والبشرية بلا استثناء
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات
close
Banner iklan disini