إغراء وردة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حرر شعورك وانتبه بأناة
هذي الورود تفتحت في الساحِ
فيها الجمال قد انتشى بتألقٍ
غمر الشعور فأقبلت أفراحي
منها القلوب بيقظةٍ قد أوقدت
فتعلقت في عطرها الفوّاحِ
حرر شعورك كي ترى إطلالةً
فيها الحبور قد اهتدى للرّاح
تكسوك ثوباً من ذرى أوطاننا
في كل لونٍ هاجرت أرواحي
وبنسمةٍ تلقى العطور قوافلاً
من كل بحرٍ قد أتى ملّاحي
تلقى الربيع بفرحةٍ عبر المدى
وسماؤه من بهجةٍ بصباحِ
بأريجها تلقى النفوس تهدهدت
والحالمات قد اكتست بأقاحي
تلقى الورود على الغصون كأنها
حسناء في إطلالها ومِلاح
تلقى القلوب للحظها في نشوةٍ
قد فارقت ترنيمة الأتراح
هي رمز كلّ مودَّةٍ بشعورنا
هي بلسمٌ في فعلها لجراحي
فيها الديارُ قد اكتست بغوايةٍ
كم أرسلت اطلاقةً لسراحِ
أهوى الجمال بوردة قد أينعت
والعطر فيها مقبلٌ بجِماحِ
فيها شموخُ صبيةٍ بجمالها
فوق الأنام قد اكتست بمِراح
فيها ملامحُ بهجة ما أدبرت
قد أرسلت إغراءها كَرِماحِ
تسبي الشعور ولم تزل في همَّةٍ
حتى تنال مواسم الأفراح
هي منحةٌ هي نعمةٌ هي حظوةٌ
هي فتنةٌ لعيوننا بمُباحِ
هي أسرُ كلُّ صبيّةٍ إن أذعنت
لمفاتِنِ الايام دون نُواحِ
حَمْلُ الشتاء قد احتفى بولادةٍ
جاء الربيع محمّلاً بفلاح
وبِساطُهُ قد أسهمت فيه المنى
من أخضرٍ قد حاز كل وشاح
وعيونه قد كُحِّلت بأزاهرٍ
لما احتوتني أسْقَطَتْ لسلاحي
فيها سخاءٌ كم تراه بلهفةٍ
يعطي برفقٍ كي تزول جراحي
فيها شموعٌ كم أنارت ظلمةً
في ليلِ يومٍ من عناءِ كفاحي
لكنَّها عند الذبولِ تطايرت
قد أنشبتْ فيها نيوبُ رياحِ
تنبيك أن العمرَ فيه نهايةٌ
فانظر لخَطوكَ في طريقِ نجاحِ
وتعاهَدِ النفس التي من نورها
تمحو الظلامَ بومضةِ المصباح
د/ زهير الزميلي