ــــــــــــــــــــــــ
أما للعدل يخترق الحجابا
............ ويأتي أرضنا ملكا مهابا
ليُمحَى الظلمُ عن كل البرايا
....... فإن الظلم كالذئب اغتصابا
فرائسه الضعافُ بكل أرض ٍ
............ ويتخذ اللئامَ له صحابا
فهمْ أعوانه في كل وقت ٍ
...... لينتهبوا الحقوقَ به انتهابا
******************
توطَّنَ أرضنا من عهد (مينا )
......... وما يرضى رحيلا أو غيابا
به بُنيت قبورٌ شامخات ٌ
...... كأنَّ علوها يبغي السحابا
بأمر ٍ من فراعنة ٍ طغاة ٍ
........ أذاقوا الناس إذلالا وصابا
وسُخِّرت الرعيةُ في بناء ٍ
...... عقودًا ودَّعتْ فيها الشبابا
وأفنتْ عُمرَها كدًّا وحزنًا
....... كأنَّ القطر أدمعها انصبابا
فلا تُصغي لمن يثني عليهمْ
......... فإنَّ الحُرَّ لا يهوى الذئابا
*****************
وكل حضارة ٍ سمقت قديمًا
........... فدمعُ بناتها روَّى الترابا
إذا ما الظالمون بغوا بناءً
......... عظيمًا حطَّموا فيه الرقابا
وأُدخلت الرعيةُ سجنَ جهد ٍ
..... بلا أجر ٍ سوى الذل اكتسابا
فإنْ قال الضعيف تعبت يوما
....... فإنَّ السوط يخترف الإهابا
فلا يغدو الضعيف سوى مطيع ٍ
........... ولو ذاق المذلة والصعابا
رجال الدين تأمره خضوعًا
............ لحاكمه ليقتطفَ الثوابا
وبعد الموت يحيا في نعيم ٍ
.............. وخُلْد ٍ قد أُعد له مآبا
ومَن عادَى الملوك وقال إني
.... عشقتُ العدل فلْيلقَ العقابا
عذابا في جحيم السجن حتى
........ إذا ما مات يستوفي العذابا
فيبقى الظلم دهرًا دون ضير ٍ
........ ولا يلقى الحساب ولا العتابا
*******************
وإنَّ العدل لا يأتي أناسًا
............ رضوا بالذل عيشًا مستطابا
إلهُ الناس يأمرنا بعدل ٍ
............. ومَن يطعِ الإله فقد أصابا
فلن تجد الكرامة دون عدل ٍ
....................... ولا حريِّـةً إلا كذابا
وما حريةٌ تحوي ثراءً
............... بلا جهد ٍ وأجوافا سغابا
لقد كذبوا وقالوا عشْ فقيرًا
.............. وأنت الحر تختار انتخابا
وما حرية في ظل فقر ٍ
.............. لأنَّ الفقر يُلبسُها النقابا
به تغدو حياة الناس سجنًا
.............. وألوانُ العذاب لهم ثيابا
وما تحيا الكرامة في نظام ٍ
........ وإنْ ضمن الطعام أو الشرابا
إذا لم يرضَ حرِّيَةً لشعب ٍ
.............. وقال بأنها تحوي الخرابا
فمَن يبغِ اجتماعا للمزايا
.............. يكنْ إنشادُه ُعدلا لُبابا
فبيتُ العدل يحوي كل خير ٍ
.............. وكلُّ فضيلة ٍ رضيته بابا
محمد طلعت (2012 م )


0 التعليقات

