لحن الرجوع
روحي تحنّ وقلبي بات مضطربا
من بعد أيلول أحوالي غدت عجبا
وصافح الليل سهدى فارتويت به
دنّا من السهد أمسى الليل منسكبا
يا كأس عشقي زرعت الحزن في كبدي
من أين أملك من جرح الهوى هربا
لمّا تذكرت سبت النور آلمني
ناقوس حبك والشماس ما ضربا
من مشرق الشمس هبّ القلب يرجفه
شوق يمزق أعصابي إذا التهبا
بحتث أرضك لم تخرج منابعها
ماء سرّيا يشافي القلب لو شربا
يا ويح قلبك ما أقساه قاتلتي
هززت نخلك لم يسقط لنا رطبا
خيل الأصايل لا تترك فوارسها
حتى وإن مات تدنى فوقه السحبا
كل الحلا فيك كأسي كيف أملؤه
فهات من كرمك المجنون لي عنبا
عرفت فيك جموح الحب واشتعلت
في بحر حبّك أمواجي غدت لهبا
قد كنت آمل من غيم الهوى مطرا
فجاء غيم الهوى يـُلقي بنا شهبا
أحرقت قلبي وبات السهد يؤرقني
والشعر يهرب من سطر الهوى سربا
يقطين يونس لم يمنع ووعلته
جاءت لتسقيه من ضرع الهوى جدبا
ساءلت عينيك ما الأسباب هاجرتي
لم تبد عيناك في ترك اللقا سببا
هل كل أنثى بها شيء يقلـِّبها
ويأفك الكأس من همس اللقا خربا ؟؟
والشـِّعر في زمن التهليب ليس له
مكانة ترتضيها حلوةٌ نسبا
ماذا أقول لقلب لا يطاوعني
إن هبّ شوقي وقلبي فيك حين صبا
قد ذقت في الحب ما لا قيس ذاق به
وصار موجي ببحري عاصفا لجـِبا
يا من تبيت وهمّي ليس يهجع بي
ويجعل الليل أشباحا إذا اقتربا
قلبي على العهد ما شيء يقلـِّبه
لو أن قلبك عن عهد الهوى انقلبا
أبيتُ والحزن جنبي لا يفارقني
وينخر الشوق في نيرانه العصبا
أسقاك قلبي سحابا لا نضوب له
فأثمر الشوق نارا تحرق الحطبا
أوصدتِ بابا سرى ما خلفه بدمي
ولم أنلْ منك بعض الشهد والأربا
حلـّقتُ فيك زمانا لم يطل ألقي
وقـُصّ جنحي وما قد كان فاستلِبا
يا صخرة القلب ما لي صار يهزأ بي
بغاث طيرك ، صقري كلّ أو تعبا
كتبت روحي على خلجان ساحلها
هل يمسح الموج ما قلبي بها كتبا
اسمى أراه على بركان عاصفة
وقد أزلتِ الذي من عصفه انتصبا
قد كنت ثورة عشق لا حدود لها
فما الذي قد أزال العشق والصخبا
لسوف أكشف أستارا رأيت بها
من برتقال الهوى للغدر قد نـُسِبا
مالي أراني إذا ما التبر أمسكه
يحول في الكفّ حالا تبره حصبا
لا شيء يمنع أنثى أن تبيح دما
لمن تحبّ إذا ما غيره اصْطـُحِبا !!


0 التعليقات

