رثاء أبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزلتْ عليَّ مصيبةُ الأحزان ِ .......... كنزول صاعقةٍ من النيران ِ
ذاب الفؤادُ من الوجيعة والأسى .. لرحيل من كان المحبَ الحاني
لو كنت أعلم قدر حبك يا أبي ........ لوجدتني من خيرة الولدان ِ
واليوم أحيا لا يفارقني الأسى ....... والغمُّ يحرق أضلعي وكياني
أبكي على خُلقٍ كريم طيب ٍ ......... قد لُفَّ في ثوب من الأكفان ِ
فالعيش بعدك علقمٌ ومرارةٌ ....... أسقاه في كأس من الأشجان ِ
علمتنا الخلق الكريم فَلَمْ نَفُهْ ................. ببذاءة ٍ كبقية الصبيان ِ
لو كان كلُّ الناس مثلك لم نجدْ ......... طمعًا ولا فُحشًا بأي مكان ِ
ولساد فينا العدلُ والظلمُ امَّحى ... والصبرُ صار موَّطدَ الأركان ِ
ولَـكَمْ ذكرتك حين كنتُ محطمًا ..... والهَمُّ يأكل أضلعي وجناني
أبكي على ظلم الطغاة بِحُرقة ٍ ...... فرأيتُ وجهك فيه كلُّ حنان ِ
قد كنتُ أرجو أنْ تعيش لكي ترى .... فرعونَ مصرَ بِذِلَّة ٍ وهوان ِ
في رحمة الله الرحيم وفضله ِ ...... شيخٌ قضى عُمْرًا عفيفَ لسان ِ
يارب أمطرهُ سحائبَ رحمة ٍ .......... حتى يُنَادى الناسُ للميزان ِ
واجعل حياةَ القبر عيشَ سعادة ٍ .... واسكنه دارَ الخُلد والرضوان ِ
محمد طلعت