أقصــــــى إليك تحيتي وسلامِـــــي
وأبُثُّـــــكَ الشــــوقَ الذي أشجانـــي
شــــوق المحــب إلى لقـــــاء حبيبه
شـــوق الغريب إلى ثــــرى الأوطانِ
ناجيت طيفك في المنام مع الرُؤى
فشكــــا إلـي مــــرارة الأحـــــــزانِ
أشجى فؤادي واستهلّ حديثـــــــه
عمّا يعانـــي مــــن قــــوى الطغيانِ
فاضت دموعُ المقلتين تأسُّفــــــــــاً
مـــــن طيفــك الآسي على الإخوانِ
وكأنــــــــه بلســــــــــان حالك باكياً
بــــــل يستغيــث الشِيب والشُبـــانِ
يدعو بني الإســلام غوثاً عاجـــــــلاً
يشكـــــــو فــــردد صــــوته الحَرَمَانِ
نادت مآذنــــــــه أفاروقٌ بكـــــم ؟!!
أم هل صلاحُ الدين في الأوطانِ ؟!!
لا مَن يُجيبُ سوى صــدىً متردداً
مـــــن داخل الأســـــوار والجدرانِ
وتقهقر الطيف الأسِيــــف مـــودعاً
يبكـــــي فأبكـــــى مهجتي وكياني
ودّعتُه والهمُّ ملءُ جوانحـــــــــــي
والدمــــــع مدرارٌ على الأوجــــــانِ
أبقى لي الذكرى تأرّقُ خاطــــــري
في كـــــل ســــانحةٍ وكل زمـــانِ
ذكــــرى تقُصُّ خـــيانةً تأريخهـــــا
مــــن نَسْـج أعــــــداءٍ ومن جيرانِ
حاك المؤامــــــــــرة الأعادي بعدما
رضـــي الصِحابُ بلعبــــة الشيطانِ
مـــا هــــبّ للإنقــــــــاذ إلا مُنكِــرٌ
أبدى لســــــان الشّجْبِ والخذلانِ
أدلى بقول دون صدق مشاعـــــــــرٍ
إدلائُهُ حُلــــــمٌ ومحضُ أمانـــــــــي
ويحي وويحُ المسلمين جميعهـــــم
ذلّـــت علينا قـــدسُــــــنا بهــــــوانِ
مهلاً أيا أقصى رويدك واصطبــــر
فالنصــــرُ آتٍ رُغــــم أنفِ الجاني
وعد الإله على لســــــان نبيــــــه
لا وعد من أبدى رُقى الخــــذلانِ
ستظــــل يا أقصى وذكرُك خالــدٌ
في عقــل كـــل موحــــــدٍ وجَنانِ
وإلى لقـــــاءٍ تحت ظـــــــلٍ وارفٍ
في عــــــزةِ الإســـــلام والإيمــانِ
أودعتـــك الله العظيم بحفظــــــه
من كـــل باغٍ أو عــــــدوٍ جـــــاني
ثم الصـــــــــلاة على النبي محمــدٍ
ما لاَحَ ضوءُ الصبـــــحِ في الأكوانِ
والحمــــــد لله العظيــــــم مُنزَّهــاً
عــــــن كل ما قالوا من النُقصـــانِ