موكب الحجيج ( البحر : الكامل التام )
=============
لبَّى الحَجِيجُ بأَصدقِ النَّغَماتِ
وتَجرَّدوا من رِبقَةِ الَّلذَّاتِ
وتَوَحَّدوا في زِيِّهِم وهِتَافِهم
وتوجَّهوا للبيت في إخْبات
لبَّيكَ رَبِّي كانَ ثَمَّ هِتَافُهم
في فَرحَةٍ لِإِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ
وَهُناكَ في خَيرِ البلادِ تبدَّلَت
أَوزارُهُم فيضًا من الحَسنَات
بُشْرَى لِمَن سَمِعَ النِّداءَ مُلَبِّيًا
وغَدا يذُوقُ حَلاوةَ القُرُباتِ
يَا أَيُّها الرَّكبُ المُبَجَّلُ إنَّكم
في خَيرِ أَرضٍ مَهبِط الآياتِ
تركَ الخليلُ وحيدَه فتفجَّرَتْ
من تَحتهِ بمَصَادِرِ البرَكات
من بَعدِ سَعْيٍ بَيْنَ مَرْوةَ والصَّفَا
وَالأُمُّ تَدْعُو بَارِئَ النَّسَمَاتِ
فيُجِيبُها ربُّ العِبادِ فترتَوي
وَوَلِيدَها والطَّيرَ في الفَلوَات
وعَلَى نِداءِ الحَقِّ يَشرَع مُنْجِزًا
رُؤيَا رَآهَا في هُدًى وثَبَاتِ
لكِنَّ فَضْلَ اللهِ يَسْبِقُ عَـزْمَه
وَلقَد فدَاهُ بِأَعظَمِ القُـرُبَات
هذِي البِقاعُ وقدْ تَجلَّى نُورُها
عِطْرًا كَرِيحِ المسْكِ في الجَنَّاتِ
وهُناك قد وقَف الحَجِيجُ وكُلُّهُم
قلبٌ يناجِي اللهَ في عَرَفات
واللهُ يَنثُرُ لِلعبَادِ عطاءَه
إِبْلِيسُ يَصْرُخُ دَائِمَ الحَسَراتَ
وتَراهُ يَخْسَأُ حين تُرْمى جَمْرَةٌ
ويظَلُّ يَندُبُ مِن سَنا الدَّعَوَات
ثُمَّ انْثَنَيتُم نَحْوَ طَيْبَةَ خُشَّعًا
لِزيَارَةِ المُختارِ والصَّلوَات
في مَسْجِدِ الهَادي ورُؤيَةِ رَوْضِهِ
فحَظيتُموا بِالبِرِّ والبَرَكات
لكُمُ التَّحبَّةُ والمَثُوبَة والرِّضَا
والفوزُ عندَ اللهِ بِالجَنَّاتِ
*************
شعر : جابر عبد العليم
مصر - سوهاج